تعرف على أخلاق القائد الأعلى
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلالة قدره وسمو مكانته وانشغال باله
بمهام الرسالة وأعباء القيادة وهداية الناس رفيقاً بأصحابه.
وكان صلى الله عليه وسلم يربي بالضحكة، ويهذب بالابتسامة، ويقوم بالمزحة، ويدعو بالطرفة، فلضحكاته منافع، ولابتساماته مقاصد،
ومن ممازحته عبر، ولطرفه حكم وعظات.
جاء في السيرة عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً
كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”إن زاهر باديتنا ونحن حاضروه“،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى
الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره
فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا
يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه
، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله: إذاً والله تجدني كاسداً
فقال: صلى الله عليه وسلم، لكن عند الله لست بكاسد أو قال: لكن عند الله أنت غالٍ“.
من منا لا يقرأ هذه القصة ولا تدمع عيناه؟ على ما فيها من الطرفة.. في هذه القصة الفوائد الكثيرة للمتأمل.
زاهر الذي كان ينفر منه الناس لدمامة وجهه كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك الصحابة
ويتجه إلى زاهر ليحتضنه من ظهره وهو واضع يده الكريمة على عينيه.
يقول زاهر الذي لم يتعود هذه الرقة وذلك الحنان من أحد، من هذا؟ أرسلني أي دعني،
وحين نظر خلفه رأى من؟ رأى القائد الأعلى وخير من وطىء الأرض وقد فتح ذراعيه.
يقول زاهر: فما فرحت بشيء كملاصقة جسدي لجسد النبي صلى الله عليه وسلم.
وحق له أن يفرح فجسد من؟ أنه جسد مربي البشرية معلم الناس الخير بأبي هو وأمي.
تخيل نفسك بهذا الموقف ..
ثم يقول أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدي مداعبا ضاحكاً قائلاً للصحابة من يشترى هذا العبد؟
وزاهر لم يكن عبداً بل كان حراً من الأحرار، وما قال الرسول بأبي هو وأمي هذا القول إلا ليدخل السرور عليه،
فيقول زاهر: إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله... انظر كيف تبسط مع رسول الله حينما رأى تواضعه
فينظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ولكنك عند الله غال.
رجل من البادية لا يعرفه كثيرا من الناس عند الله غال ..
أصبح غال بماذا؟
لم يكن ذو مال أو جاه
إنما غال بإيمانه بالله وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الكاسد من عصى الله عزوجل وابتعد عن هدى خير البرية.
اللهم صلى وسلم على نبي الرحمه