بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
عن أنه قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين عليه السلام
"إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك".
ما هو معنى قوله عليه السلام هل يقصد أنه عليه السلام أنه لا يبالي بعقاب الله أو بثوابه ؟
أو أنه ليس لديه خوفا من النار ولا يريد حتى الجنة والعياذ بالله؟
هذه المقوله لأمير المؤمنين مقوله فلسفيه ومن الصعب معرفتها بسهوله ومن المؤكد أنه لا يقصد ما سبق ولكن له
قصد آخر من هذه المناجاة لله تعالى ولكي نستطيع تفسيرها بسهول لنضع أمثله بسيطه
إن الذي يريد الصلاة مثلاً ، يوجد عنده عادة أحد ثلاثة دوافع لها: دافع الخوف من عذاب الله ، ودافع الطمع في ثوابه ،
أو دافع الرياء . ويوجد عند أفراد نادرين دافع رابع ، هو أنه يحب ربه ويراه أهلاً لأن يصلي له .
والحرام هو الصلاة رياء للناس.. والمقبول أن يصلي لله تعالى ، بأي دافع يرجع اليه ، كامتثال أمره ،
أو طلب رزقه ، أو جنته ، أو حباً له
وعندما يتحرك الإنسان للعمل بأحد هذه الدوافع فليس معناه عدم وجود الدوافع الأخرى ، بل معناه أن أحدها كان فعالاً ،
والباقي موجود لكنه غير فعال وذلك بنيته.
ومثال آخر على مستوى المنتدى لكي يكون بشكل أسهل فمثلاً الجميع يقرأ هذا الموضوع والبعض يرد عليه بتعليقه
وهنا نسأل من علق ورد وشارك في هذا الموضوع هل مشاركتك وردك في هذا الموضوع خوفاً من كاتبه أو طمعاً
في جائزة من كاتبه أو لأنك وجدت أن الموضوع يستحق أن يرد عليه فرددت عليه
فهنا أمير المؤمنين عليه السلام رأى أن الله سبحانه أهلاً للعبادة فعبده وهذا لا يعني أنه ليس خائفاً من ناره ولا طامعاً في جنته
ولكنه عليه السلام وصل إلى مرحلة أعلى من خوف العقاب وطمع الثواب وهي أنه يعبد الله بنية العبادة نفسها
وأن الله هو مستحقها على الإطلاق دون أن يجعل الخوف من العقاب هو الدافع للعبادة ولا الطمع في الثواب
أن يكون دافعاً له لعبادة الله بل جعل الدافع أقوى منهما وهو أن الله أستحق العبادة على الإطلاق دون غيره
وبعد هذا نسأل الجميع أيهما أسمى وأزكى في العبادة أن أعبد الله خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه أو أعبد الله
لأنه أستحق أن يعبد دون أن أفكر في عقابه وثوابه؟
"إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك".
هنا أمير المؤمنين عليه السلام جعل العبادة ثلاثة أنواع وهي أما خوف أو طمع أو أعلى منهما وهو أستحقاق العبادة للمعبود
ويؤيد هذا التقسم قوله عليه السلام في موطن آخر
(إن قوما عبدوا الله خوفا، فتلك عبادة العبيد..
وإن قوما عبدوا الله طمعا، فتلك عبادة التجار..
وإن قوما عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة الأحرار)
وهنا صرح أمير المؤمنين بتفسير الحديث السابق بأن العبادة ثلاث أقسام فعبادة الخوف هي عبادة العبيد وعبادة الطمع
هي عبادة التجار أما عبادة الرغبة فهي عبادة الأحرار وجميع العبادات يأجر عليه المتعبد ولكن عبادة الأحرار
أجل وأسمى العبادات فهي عبادة رغبة أي أن العبادة رغبة للعبادة نفسها وليس خوفاً من العقاب وطمعاً في الثواب
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعنا خير عباده وأن يجيرنا من النار ويدخلنا الجنة بحق محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام
ولكم مني خالص التحية