قال تعالى
وَ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا
اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا
[ الأحزاب : 58 ]
اخوتي واحبتي نحن الان في
لفتة انتباه في هذا الموضوع
ان الله سبحانه خلق الناس ومن عليهم بالنعم التي لا تعد ولا تحصى من كريم خلقة
وفي احسن صورة وميزهم عن سائر مخلوقاته بالعقل
اعطاهم
سبحانه جسدا قويا وعينان واذنان وقلبا ولسانا وعقلا ورزقهم كثير من
الطيبات والانعام وسخر لهم الدواب والانعام وجعل كل شيء في خدمة الانسان
وبين لهم طريق الحق وطريق
الاستقامة وطريق النور والفلاح
وجعلهم لعبادته وحسن ادائه
ا والعمل بطاعته لكسب رضاه سبحانه
وانزل اليهم منهاجا قويا راسخا
هو الكتاب المنزل من عنده سبحانه
ونحن المسلمون انزل الينا
كتابه الكريم على نبيه محمدا
صلى الله عليه وسلم الذي
ارسله سبحانه رحمة للعالمين
وبين
لنا سبحانه في هذا القران الكريم وشرعه القويم الذي لا ياتيه الباطل لا من
بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الرحيم كل ما هو مفيد لنا يامرنا
بالخير ويحضنا عليه ويكفنا عن الشر واهله واعوانه
ويامرنا بطاعته سبحانه لكسب ونيل رضاه
ومع ذلك تغافل اغلب المسلمون عن شرع الله وهدي الله سبحانه وخالفوا شرع الله وبادروا بالعصيان ونسوا فضل الله عليهم سبحانه
ومن هذه الامور الذين خالفوا شرع الله فيها قذف المحصنات الغافلات المؤمنات العفيفات الطاهرات
وهؤلاءهم
الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما
هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً "
و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم
يفعلوه على سبيل العيب و التنقص لهم ) كما قال ابن كثيرٍ في تفسيره
وقذف المحصنات
من كبائر الذنوب ومن السبع الموبقات اي المهلكات, كما ورد عن النبي صلى
الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات ,قيل :يا رسول الله وما هن ؟
قال:الشرك بالله ,والسحر,وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق,واكل الربا ,واكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف ,وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) رواه مسلم
و
روى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
: ( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ
الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و
المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره و
الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد
تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال ،
وقد
بات اقوام ابتعدوا طاعة ربهم وغفلوا واستهانوا غلبت عليهم المعاصي
وازدادوا في الشرور والفجور يلهثون كالكلاب يبحثون عن ضالتهم فان وجدوها
وسايرتهم وجدت منهم حلاوة وطراوة وكلام معسول واعطوها الدنيا وكان الدنيا
بملكهم يتمتعون بالرذيلة والفحش رغم ما عندهم من النعم مما من الله عليهم
من امان وقوة ومنزل وزوجة واولاد لم يعد يكفيهم الحلال فانكبوا على الحرام
والعياذ بالله بنهم وغم لا يردعهم ضميرهم ولا يردعهم دينهم نسوا الله
فانساهم انفسهم وجروا بما تمليه عيهم انفسهم من نزواتها وشهواتها وانجروا
وراءها ووراء الشيطان وحبائله المكيدة ضيعوا انفسهم وقد يضيعوا غيرهم
وان
لم تسايرهم هذه الفتاة او المراة على مبتغاهم ذهب كلامهم المعسول وسقط
القناع عن وجوههم وكشرورا عن انيابهم وظهرت نفسهم الشريرة الخبيثة وراحوا
يتكلمون بما تملي عليهم نفوسهم ويقولون كلاما بحق هذه الفتاة او المراة
كلاما لا يرضاه الله ورسوله وراحو يتمرجلون ويستقوون عليها ويقذفونها بامر
ليس فيها وراحوا يشوهون سمعتها الطيبة بين الناس والخلق ماضون في غيهم
وشرورهم
او انه حصل بينهم وبين انسان مشكلة فراحوا يسبونه ويشتمونه في امه او اخته وعرضه
وكانهم
ليس هنالك من يحاسب او يعاقب استهانوا بدينهم وعقيدتهم استحلوا حرمات الله
واحلوا ما حرم الله فويل لهم من الله وقد انذرهم ربنا سبحانه في قوله
فقال
جلّ و علا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ) [ النور : 23 ] .
وفي
النهاية اقول لكم بكل صراحو ووضوح ايها الانسان ايتها الانسانة عودوا الى
طاعة مولاكم وتوبوا مما انتم عليه وكفوا عن ايذاء الناس ولا تنسوا ان من
اعطاكم القوة والمنعة والعينان لتتبعوا بها عورات الناس والاذنان اللاتي
تتنصتون على عورات الناس فيها واللسان الذي تستعملونه بالفحش والكذب والزور
والقذف وغيره استعملوهما في طاعة الله ومرضاته وعودوا من غيكم واذكروا
الله ذكرا كثيرا عسى ربكم ان يرحمكم
والا
فالذي اعطاكم القوة والمنعة واللسان لقادر على ان ياخذه سبحانه في اي لحظة
واجعل روحك ونفسك طيبة ولا تجعلها شريرة حقيرة واعلم انها ستسحب من جسدك
وتلاقي الله سبحانه وتقف بين يديه ويسالك عن عملك وصنيعك فبما ستجيبه ان فارقت الدنيا وانت ما عليه من المعاصي والذنوب
خير
لك ان يتغمدك الله برحمته بان تتوب توبة نصوحة افضل لك ان تموت وانت مصر
على مافعلت من المعاصي فتباشرك لعنة الله وتلاقي الويل والثبور ووعيد الله
سبحانه بالعذاب الاليم
ولنا في الختام صلاة وسلاما على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
استودع الله دينكم وامانتكم