في رحاب الجنّة
إلــى
إلى من أجاب النّداء .. ورفع اللّواء
هذه جنّة الخلد تمشي على الأرض بين يديك
ورحمات ربّك المنزّلة تعرض نفسها عليك
وصوت الحادي ينادي :
الدّنيا ميناء يتزوّد منه المسافرون إلى الجنّة أو إلى النّار
إيمان لا يتبعه عمل هباء
وشراء الجنة دون دفع الثّمن هراء
إلــى
أصحاب البلايا تسلية لهم وتفريحا
وتذكيرا لهم بالجزاء الأوفى والثّواب الأعلى
إلــى
أصحاب النّعم السّابغة والأموال الطّائلة
تنبيها على أّن نعيما أكبر ينتظر ولذّة أحلى تشتاق
الــى
أرباب الطّاعات تثبيتا لأفئدتهم وتقوية لهم
في مواجهة أعاصير الفتن وموجات الشّهوات
الــى
أصحاب الدّعوات مسحا لعرق البذل والتّعب الذي
تصبّب من جباههم سعيا لهداية الخلق
وتسلية لهم عن الأذى الذي لحقهم
جراء سلوكهم طريق المرسلين
إلى أنا وأنت إلى هو وهي
إلى الكلّ
من غفل أو عقل
من أطاع أوعصى
إليكم إخوتاه هذه النزهة الممتعة
والسّياحة المبهجة
في رحاب الجنّة برجاء الاستمتاع والابتهاج
ثم التّفاؤل بأنكم فـــائزون
وكيف تضيق عناجنّة عرضها السّماوات والأرض؟
وكيف لا تسعنا رحمة الله التي وسعت كلّ شيء؟
وصفٌ للّتي إليها تشتاق الأفئدة
وتتوق إليها الأنفس :
وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده
وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه
ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير،
وأودعها جميع الخير بحذافيره
وطهرها من كل عيب وآفة ونقص
بنـاؤها
لبنة من فضّة ولبنة من ذهب وملاطها المسك وحصباؤها اللّؤلؤ والياقوت
وتربتها الزّعفران ومن صلّى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بُني له بيت في الجنّة
أبــوابهــا
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الرّيان لا يدخله إلا الصّائمون
وعرض الباب مسيرة الرّاكب السّريع ثلاث أيّام ويأتي عليه يوم يزدحم النّاس فيه
درجــاتهــا
فيها مائة درجة ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض والفردوس أعلاها،
ومنها تفجر أنهار الجنة ومن فوقها عرش الرّحمن.
أنهــارها
فيها نهر من عسل مصفّى، ونهر من لبن، ونهر من خمر لذة للشّاربين،
ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم
أشد بياضاً من اللبنّ وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ـ أي الجِمال-
أشجــارها
إنّ فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
وإنّ أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذلّلة
خيــامها
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلاً في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
أهــل الجنّة
أهل الجنّة جرد مرد مكحّلين لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم
وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر
لا يبولون ولا يتغوّطون ولا يمتخّطون ولا يتفلون..
أمشاطهم الذّهب ورشحهم المسك ومباخرهم من البخور.
نســاء أهل الجنة
لو أنّ امرأة من نساء الجنّة اطّلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما
ولملأت ما بينهما ريحاً ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن
ولنصيفها على رأسها خير من الدّنيا وما فيها.
أوّل من يدخل الجنة
نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصّديق،
وأول ثلاثة يدخلون: الشّهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
نعيم آخر أهل الجنة
يقال له تمنّى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدّنيا.
سادة أهل الجنة
سيدا الكهول أبو بكر وعمر، وسيدا الشباب الحسن والحسين، وسيدات نساء أهل
الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت
مزاحم امرأة فرعون.
خدم أهل الجنّة
ولدان مخلّدون لا تزيد أعمارهم عن تلك السّنّ
إذا رأيتهم كأنّهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السّادة
وأعظم النّعيم :
النّظر إلى وجه الله تعالى
من أعظم النّعيم لأهل الجنّة رؤية الرّبّ عزّ وجلّ
استمع ومثل نفسك في روضات الجنة
يوم يأتيك المنادي ينادي أنت وأهل الجنة:
يا أهل الجنة إن ربكم يستجيركم، فحي على زيارته
لا إله إلا الله
، من السائل جل جلاله، وتقدست أسماؤه،
سبحانه لا إله إلا الله،
، يقولون: سمعًا وطاعة وينهضون إلى الزيارة مبادرين
وإذ بالنجائب أعدت لهم يستوون على ظهورها
وينهضون، فيستوون إلى الوادي الأفيح المبارك
على كثبان المسك التي جعلت لهم موعدًا
ثم يأمر الرب -تبارك وتعالى- بكرسيه، فيُنصب
ثم يأمر بمنابر لأهل الجنة منابر منوعة
على قدر الأعمال
من ذهب، من فضة، من لؤلؤ، من نور،
من ياقوت من زبرجد، وأدناهم وما فيهم دنيء
على كثبان المسك؛ فلا إله إلا الله،
ما أعظم نعيم الله في الجنة